غرامة رئيس الأهلي- إساءة إعلامية أم انتقاد مشروع؟
المؤلف: أحمد الشمراني09.26.2025

أصدرت لجنة الانضباط والأخلاق قرارًا بتغريم خالد العيسى، رئيس النادي الأهلي، مبلغًا قدره 60 ألف ريال سعودي؛ وذلك بدعوى الإساءة الإعلامية تجاه مسؤولي مباراة فريقه ضد نادي الرائد، بالإضافة إلى اتهامه بإثارة الرأي العام، مع تحذيره من مغبة تكرار مثل هذه التصرفات مستقبلًا!!
هذا هو فحوى الخبر المنشور، ولا شك أننا لا نعترض على تطبيق العقوبات حال وجود مسوغات تستدعي ذلك...!
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: من هم تحديدًا مسؤولو المباراة الذين طالهم الإساءة من قبل رئيس الأهلي؟ لماذا لم يتم ذكر أسمائهم وتحديد هوياتهم بشكل واضح وجلي، حتى تتضح لنا الصورة كاملة ونكون على بينة من الأمر، أو على أقل تقدير إنصافهم من الدكتور خالد إذا ما اقتنعنا بالأسباب الموجبة للعقوبة وبحيثياتها التفصيلية....!!
لقد راجعت تصريحات رئيس النادي الأهلي التي أدلى بها في أعقاب مباراة الرائد، وبصراحة لم أجد فيها ما يستحق وصفه بالإساءة الإعلامية المباشرة أو المقصودة، بل إنها حملت رسالة مؤدبة ومنمقة، تمثلت أولًا في عتب رقيق على أداء التحكيم، وهذا العتب أو الانتقاد لم يخرج عن الإطار المألوف والمتعارف عليه في مثل هذه الحالات، لا بل إن رئيس الأهلي قد أوصل رسالته بأسلوب راقٍ ومتحضر، ولم يتجاوز خلالها حد الأدب واللياقة أو يسيء إلى أي شخص. ومما يعزز هذا العتب أو الانتقاد المؤدب والمحترم، هو آراء نخبة من خبراء التحكيم الذين أكدوا بدورهم أن حكم تلك المباراة وحكم الفيديو المساعد (الفار) قد سلبوا حقًا مشروعًا للنادي الأهلي بعدم احتساب ضربة جزاء مستحقة، كان ثمنها خسارة الفريق لنقطتين ثمينتين، نظرًا لانتهاء المباراة بنتيجة التعادل....!!
أما التصريح الثاني لرئيس الأهلي، فقد حمل رسالة أخرى ذات مغزى، موجهة إلى الجمهور الكريم وروابط المشجعين الأوفياء، وهدفها الأساسي هو ضرورة تسهيل مهماتهم في الملاعب الرياضية، وتمكينهم من تأدية دورهم التشجيعي بكل أريحية وانسيابية. ولا أعتقد مطلقًا أن في هذا الكلام أي إساءة أو تحريض على العنف أو الفوضى، بل على العكس تمامًا، فهو ينطوي على قدر كبير من النبل والشهامة، لأنه كان يتحدث عن مصلحة جميع الجماهير دون استثناء...
أما إذا تم تأويل التصريح المتعلق بحكام مباراة الأهلي والرائد على أنه إساءة إعلامية مقصودة أو إثارة للرأي العام بهدف البلبلة والتشويش، فهذا أمر آخر لا يمكن التسليم به بسهولة، وكنت أتمنى لو تم إبراز موطن الإساءة فيه بشكل واضح وتفصيلي، وتوضيح المعنى القانوني الدقيق لعبارة "إثارة الرأي العام"....!!
ما أعرفه تمام المعرفة ومتأكد منه كل التأكيد، أن جميع رؤساء الأندية الرياضية، عندما تتعرض أنديتهم لظلم تحكيمي أو أخطاء مؤثرة، يتحدثون و يجهرون بآرائهم بكل صراحة ووضوح، وهناك الكثير ممن يتبنون أحاديثهم في البرامج الرياضية والإعلامية المختلفة، وتمر هذه التصريحات مرور الكرام دون أن يلحق بهم أي أذى أو عقاب.....!!
لسنا بأي حال من الأحوال ضد تطبيق مبادئ الانضباط والالتزام بالقوانين في مجال الرياضة أو في أي مجال آخر، ولكننا نطالب دائمًا وأبدًا بضرورة إقناعنا بشكل كامل ومفصل بالأسباب الحقيقية الموجبة للعقوبة، خاصة وأن القرار الصادر في هذه القضية يتسم بالغموض والضبابية، ولا يوجد فيه أي تفاصيل دقيقة تجعلنا نفهم أين ومتى أساء رئيس النادي الأهلي، ومن هم تحديدًا مسؤولو المباراة الذين طالهم الإساءة....!
أخيرًا: «من علامات صحة القلب وسلامته: أن لا يمل من ذكر ربه طرفة عين، ولا يكل من خدمته سبحانه، ولا يأنس بغيره إلا بمن يدله على الله ويذكره به ويذاكره بهذا الأمر الجليل».
- ابن القيم
هذا هو فحوى الخبر المنشور، ولا شك أننا لا نعترض على تطبيق العقوبات حال وجود مسوغات تستدعي ذلك...!
لكن السؤال الذي يطرح نفسه بإلحاح: من هم تحديدًا مسؤولو المباراة الذين طالهم الإساءة من قبل رئيس الأهلي؟ لماذا لم يتم ذكر أسمائهم وتحديد هوياتهم بشكل واضح وجلي، حتى تتضح لنا الصورة كاملة ونكون على بينة من الأمر، أو على أقل تقدير إنصافهم من الدكتور خالد إذا ما اقتنعنا بالأسباب الموجبة للعقوبة وبحيثياتها التفصيلية....!!
لقد راجعت تصريحات رئيس النادي الأهلي التي أدلى بها في أعقاب مباراة الرائد، وبصراحة لم أجد فيها ما يستحق وصفه بالإساءة الإعلامية المباشرة أو المقصودة، بل إنها حملت رسالة مؤدبة ومنمقة، تمثلت أولًا في عتب رقيق على أداء التحكيم، وهذا العتب أو الانتقاد لم يخرج عن الإطار المألوف والمتعارف عليه في مثل هذه الحالات، لا بل إن رئيس الأهلي قد أوصل رسالته بأسلوب راقٍ ومتحضر، ولم يتجاوز خلالها حد الأدب واللياقة أو يسيء إلى أي شخص. ومما يعزز هذا العتب أو الانتقاد المؤدب والمحترم، هو آراء نخبة من خبراء التحكيم الذين أكدوا بدورهم أن حكم تلك المباراة وحكم الفيديو المساعد (الفار) قد سلبوا حقًا مشروعًا للنادي الأهلي بعدم احتساب ضربة جزاء مستحقة، كان ثمنها خسارة الفريق لنقطتين ثمينتين، نظرًا لانتهاء المباراة بنتيجة التعادل....!!
أما التصريح الثاني لرئيس الأهلي، فقد حمل رسالة أخرى ذات مغزى، موجهة إلى الجمهور الكريم وروابط المشجعين الأوفياء، وهدفها الأساسي هو ضرورة تسهيل مهماتهم في الملاعب الرياضية، وتمكينهم من تأدية دورهم التشجيعي بكل أريحية وانسيابية. ولا أعتقد مطلقًا أن في هذا الكلام أي إساءة أو تحريض على العنف أو الفوضى، بل على العكس تمامًا، فهو ينطوي على قدر كبير من النبل والشهامة، لأنه كان يتحدث عن مصلحة جميع الجماهير دون استثناء...
أما إذا تم تأويل التصريح المتعلق بحكام مباراة الأهلي والرائد على أنه إساءة إعلامية مقصودة أو إثارة للرأي العام بهدف البلبلة والتشويش، فهذا أمر آخر لا يمكن التسليم به بسهولة، وكنت أتمنى لو تم إبراز موطن الإساءة فيه بشكل واضح وتفصيلي، وتوضيح المعنى القانوني الدقيق لعبارة "إثارة الرأي العام"....!!
ما أعرفه تمام المعرفة ومتأكد منه كل التأكيد، أن جميع رؤساء الأندية الرياضية، عندما تتعرض أنديتهم لظلم تحكيمي أو أخطاء مؤثرة، يتحدثون و يجهرون بآرائهم بكل صراحة ووضوح، وهناك الكثير ممن يتبنون أحاديثهم في البرامج الرياضية والإعلامية المختلفة، وتمر هذه التصريحات مرور الكرام دون أن يلحق بهم أي أذى أو عقاب.....!!
لسنا بأي حال من الأحوال ضد تطبيق مبادئ الانضباط والالتزام بالقوانين في مجال الرياضة أو في أي مجال آخر، ولكننا نطالب دائمًا وأبدًا بضرورة إقناعنا بشكل كامل ومفصل بالأسباب الحقيقية الموجبة للعقوبة، خاصة وأن القرار الصادر في هذه القضية يتسم بالغموض والضبابية، ولا يوجد فيه أي تفاصيل دقيقة تجعلنا نفهم أين ومتى أساء رئيس النادي الأهلي، ومن هم تحديدًا مسؤولو المباراة الذين طالهم الإساءة....!
أخيرًا: «من علامات صحة القلب وسلامته: أن لا يمل من ذكر ربه طرفة عين، ولا يكل من خدمته سبحانه، ولا يأنس بغيره إلا بمن يدله على الله ويذكره به ويذاكره بهذا الأمر الجليل».
- ابن القيم